حلول مقترحة
تمهيد
إشكالية الفهم التي نحن بصددها لا تختص باللغات فقط لكنها عامة لكل التخصصات والمجالات؛ فعندما يكون الشخص المتلقي بعيدا عن جو التخصص وغير ملم بمفردات النص ويجهل كثير من خلفياته فإنه ولا شك سيتعرض لمشكلة في الفهم.
ولكي نبسط المسألة دعونا لا نبتعد كثيراً عن لغتنا العربية, فعندما يخطيء مستجد طريقه لكليته ويجد نفسه في إحدى قاعات كلية العلوم أو الهندسة ويأخذ له مقعداً ثم تبدأ المحاضرة سيتفاجاً حتماً بخطاب متخصص ينهال على أذنيه التي تجهل كثير من مصطلحات ذلك الخطاب و لا شك أن لن يفهم الكثير.
إذا هناك شيء ناقص لفهم ما تتناوله البرامج والأخبار المتلفزة فما هو؟؟
لغة = ثقافة + أحداث + شخصيات
قد تكون هذه المعادلة مختصرة إلى حد ماء لكنني اختصرتها في أهم الأمور التي رأيت أنها تؤثر على فهم اللغة ودعوني أحدثكم عن قصة حدثت لي عندما ذهبت أول مره إلى فرنسا وذلك لدراسة الماجستير.
في حديث مع بعض الأصحاب تكلموا فيه عن ممثل فكاهي(humoriste ) اسمه (جمال دبوز) وهو من أصل عربي ويقدم عرضاً فكاهياً على المسرح, وقالوا أنه سيقدم عرضا فكاهياً على إحدى القنوات, قررت مشاهدة العرض وتسجيله للاستمتاع به فيما بعد ويجب أن تعرف أن ذلك في بداية حضوري لفرنسا, فماذا حدث عندما شاهدت العرض؟؟
أحسست أنني درست خمس سنوات في الجامعة من أجل لا شيء لأنني لم أفهم كثيرا مما قاله (جمال) إلا بعض ما يتعلق بالثقافة العربية بحكم أنه من المغرب العربي, كنت أسمع الحاضرين في المسرح يضحكون وأنا أريد أن أفهم فقط لا أريد أن أضحك.
نسيت الموضوع واحتفظت بالشريط الذي أثبت فشلي في فهم ذلك العرض الفكاهي, انشغلت بعدها بالدراسة لكنني لم أهمل الإلمام بالجانب الثقافي والحضاري الفرنسي بالإضافة عن معرفة ما يدور من أحداث وملابساتها وخلفياتها ومعرفة الشخصيات الفرنسية السياسية والثقافية والمشهورة, كنت أحب التدقيق في كل شيء اللوحات الإرشادية والإعلانية وغيرها أحب أن أعرف وألم بكل شيء وأفهم كل كلمة مكتوبة أو مسموعة.
وقبل نهاية الدراسة وبينما كنت أرتب غرفتي وقعت عيني على ذلك الشريط الذي كنت سجلته شعرت بالخجل لكنني قررت مشاهدته. لن تصدقونني عندما أقول لكم أنني ضحكت كثيراً وكأنني أشاهد العرض لأول مره,
كان هناك أحداث وشخصيات ومواقف وجوانب ثقافية وأحداث هي التي ساعدتني لفهم العرض والتفاعل معه وتلك الجوانب المختلفة هي التي كانت تنقصني لفهم الخطاب.
إذا اللغة ليست مجرد كلمات ولا قواعد
إن اللغة عبارة عن استخدامات يجب أن نلم بها ونعايشها واقعاً ونتفاعل معها بشكل مستمر ليساعدنا ذلك على فهمها وممارستها
اللغة وعاء يحوي ثقافة وأحداث وشخصيات وخلفيات كثيرة مهمة يجب أن يعرفها الطالب.
علينا إذاً أن لم بكل تلك العناصر وغيرها حتى نكون مؤهلين لفهم الخطاب الموجه إلينا باللغة الأجنبية
ويجب أن يعرف الطالب أنه يتعلم في الجامعة كلمات وقواعد وأساسيات تمهده لأن يكون على الطريق الصحيح ولكي يبقى عليه ويستمر فيجب أن يتزود بكل ما يجب ليستمر في هذا الطريق الذي ليس له نهاية لأن الأحداث لا تنتهي والثقافات تتطور والشخصيات والمواقف تتجدد, فالاستمرارية في متابعة كل جديد أمر مهم جداً.
هل يجب أن أذهب إلى فرنسا؟
لا شك أنكم تعرفون جميعاً أن العالم صار (قرية صغيرة)
من هذا المنطلق يجب على الطالب أن يستفيد من التقنية الحديثة (التلفزيون, الإذاعة, الانترنت) وخاصة الانترنت لأنه يتضمن برامج ونشرات مصورة وإذاعات متعددة.
وعندي لكم هدية متواضعة لكنها قيمة
وهي عبارة عن موقع انترنت لجريدة متخصصة لفئة الأطفال من سن 7-12 سنة تشرح الأخبار والأحداث وغيرها من جوانب الثقافة الفرنسية بأسلوب بسيط وكلمات أساسية وسهلة جداً
هذه الجريدة يومية وميزتها أنها تحتوي على إرشيف للأعداد السابقة وملفات خاصة لبعض القضايا وفيها خاصية البحث فربما تجد ما تبحث عنه مشروحاً بطريقة سهلة
وهذا موقع الجريدة
http://www.lesclesjunior.com/Index.htm
هناك أيضاً مواقع القنوات الرسمية الفرنسية
ومن أهمها
الثانية
http://www.france2.fr/
والثالثة
http://www.france3.fr/
وبإمكانك مشاهدة الأخبار وبعض البرامج المسجلة
مع مراعاة تقوى الله فيما تشاهد
والانتباه للطرح الصحفي غير المحايد الذي يتبناه الغرب وشواهد ذلك كثيرة ليس هذا مجالها لكن من باب التنبيه وعدم الاغترار بالحرية المزعومة
وبالإضافة إلى ذلك سيكون لي موضوع إن شاء الله عن بعض جوانب الثقافة الفرنسية مدعماً بالصور
في النهاية أسأل الله أن أكون قد وفقت في طرح الموضوع ولكم مني أجمل تحية
مؤيد