دبي، الإمارات العربية المتحدة (cnn)-- في الجزء الثاني من الفيلم المصري "عمر وسلمى"، يطل علينا الثنائي، المطرب الشهير تامر حسني والنجمة الصاعدة، مي عزالدين، ليكسرا الصورة النمطية عن نهايات قصص الحب، إذ نرى في العمل السينمائي الجديد، استمرارية قصة الحب القديمة بين زير النساء، عمر، والفتاة القوية، سلمى، والتحولات التي تطرأ على عشقهما لبعضهما البعض بعد الزواج، في إطار مكثف من المواقف المضحكة.
وتدور أحداث الفيلم عن مشاكل ما بعد الزواج، التي قد تودي بجذوة الحب بين العشيقين، فعمر (تامر حسني)، يعاني من زوجته سلمى (مي عزالدين)، حيث يعتبرها قد بدأت بإهماله وإقلاق عش الزوجية، عبر شكها المستمر فيه، وخوفها من أن يعود إلى ماضيه، كما شاهدناه في الجزء الأول، كفتى عاشق للكثير من النساء، مما سبب خوفها الدائم من أن يكون يخونها.
وتبدأ الأحداث بإنجاب سلمى لطفلتين، مما يقلق عمر، أن يأتي اليوم الذي يشاهد فيه بناته وهن ملاحقات من شباب مستهتر ومخادع مثله قبيل زواجه، في الوقت الذي تحاول فيه سلمى إقناعه بمغادرة شقتهما والانتقال إلى عمارة جديدة خوفا من أن يبدأ باصطياد النساء كما هي عادته.
ومن ناحية طريفة نجد والده رشدي (عزت أبو عوف)، وهو يحاول أن ينصحه بالتروي وبالتعقل، في الوقت الذي يعاني الأخير من آثار كبر السن عليه وعدم استطاعته ممارسة الجنس مع زوجته الشابة، بحيث يصبح هاجسه طوال الفيلم هو كيف يعود "أسدا" في الفراش.
وبعد الانتقال إلى الشقة الجديدة، تلاحظ سلمى أن خططها قد فشلت إذ تبين أن هناك سيدة جميلة قد عادت من الهجرة، جيجي (ميسرة)، مما يثير مخاوفها من جديد، بينما تحاول إحدى زميلات عمر بالمكتب، كرمة، بأن تصطاده وتغريه فيذعن نوعا ما عبر الخيانة العاطفية لا الجنسية لزوجته.وبعد الكثير من المواقف الطريفة والمتناقضة مثل استماعه لنصائح والده عن الحب والنساء، الذي يتبين له أن أباه رشدي، لا يطبق أيا منها، سواء من ناحية الاهتمام بزوجته، أو حتى ممارسة الجنس معها.
وعن طريق الصدفة تشاهده سلمى مع جارته جيجي في وضع تسيء فهمه وتظن أنه يخونها مع الأولى، فتترك المنزل، ليبقى هو ليهتم بابنتيه ويعاني الأمرين ليقدّر ما تصنعه زوجته بالمنزل، وسبب انشغالها عنه.
وفي النهاية يضعف عمر ويكاد يمارس الخيانة مع زميلته كرمة، لتفاجئه سلمى بالحضور لمصالحته، وتكتشفه بهذا الوضع، وتطالبه بالطلاق.
وفي الخاتمة، وفي مشهد مؤثر، أمام مأذون الطلاق يرفض عمر تطليق سلمى معتبرا إياها بالنسبة له، بمثابة الروح للجسد، ويبوح لها بحبه وتقديره لها، وفي نهاية العمل، يفاجئها أثناء زيارتها لمدرسة ابنتيهما، وفي استعراض غنائي طريف يعودان لبعضهما البعض.
رغم ظرافته فالفيلم يعاني من المط والتطويل، ومحاولة إلقاء التعليقات المضحكة بأي شكل وبأي صورة، وكأن كاتب السيناريو، أحمد عبد الفتاح، كان يحاول دغدغة غريزة المرح عند الناس بأي طريقة كانت، مما جعل الفيلم طويلا وبعض محاولات الإضحاك فيه مجانية مثل، مشهد اهتمام عمر بابن جارهم، والذي أتى خارج سياق العمل بالكامل.
ومن جهة التمثيل، فلقد ظهر المطرب تامر حسني بإطاره الذي اعتدنا عليه، كشاب لعوب ومرح مع قدرة لا بأس بها على تأدية المشاهد الجادة، فيما برزت في العمل الممثلة مي عزالدين، والتي قدمت أداء مقنعا للسيدة القلقة و"النكدية،" مما يعزز نجوميتها ويؤكد أنها تخطو بخطى حثيثة وثابتة نحو النضوج الفني.
أما عزت أبو عوف فلقد برع في إضحاكنا بدور رشدي، الأب العجوز المتصابي، مظهرا قدرته على الإضحاك، والاندماج بالأدوار الكوميدية.
أما من الناحية الإخراجية، فمن الواضح أن المخرج أحمد البدري حرص على إبراز نجم العمل، تامر حسني، بأي شكل وبكل صورة ممكنة، فبدا مستسلما بالكامل لشروط تامر، ربما على حساب الفيلم وترابطه، خصوصا وأن تصوير اللقطات والمشاهد رغم غناه في بعض الأحيان إلا أنه ضاع وسط بحر النكات والمواقف الكوميدية التي وضعت بمناسبة وبغيرها في الفيلم