تامر حسني الالفة علي الخائبين
بقلم : طارق الشناوي
تضاءل عدد الأفلام التي يلعب بطولتها نجوم الغناء.. بعد »عبدالحليم حافظ« لم تستطع السينما الغنائية أن تدفع بمطرب تحقق أفلامه الايرادات.. حتي معاصري »عبدالحليم« مثل »محرم فؤاد«، »محمد رشدي«، »ماهر العطار«، »عبداللطيف التلباني«، »كمال حسني« أغلب افلامهم لم تسفر عن نجاح جماهيري.. بعد ذلك دفعوا بهاني شاكر منذ مطلع السبعينيات إلي دائرة السينما ولكن باءت تجاربه السينمائية بالفشل ومع بداية صعود جيل جديد من المطربين لعبت السينما مجددا بعدد من الأصوات مثل الراحل »عمر فتحي« ثم كل من »إيمان البحر درويش«، »عمرو دياب«، »محمد فؤاد«، »مدحت صالح«، »علي الحجار«، »محمد منير« وصولا إلي »مصطفي قمر«.. »عمر« رحل مبكرا وكان من الممكن أن يترك بصمة.. »إيمان« لم يكمل المسيرة رغم أن لديه معلومات وكيميائية مع الكاميرا و»عمرو« لم تحدث بينه وبين الكاميرا تلك المعادلة السحرية حفلاته تحقق أعلي الايرادات وأفلامه تعاني من شحوب في الايرادات.. »محمد فؤاد« كان بدايته مبشرة لكنه أصيب بعقدة اسمها »إسماعيلية رايح جاي« حقق الفيلم قفزة في الايرادات عند عرضه عام ٧٩ واعتقد وقتها »فؤاد« أن العروض السينمائية سوف تنهال عليه ثم اكتشف أنها أخطائه وانهالت علي من شاركه البطولة »محمد هنيدي«.. قدم بعدها »فؤاد« فيلمين لم تتحقق الايرادات المرتقبة.. »مصطفي قمر« كان رقما في السينما ثم بعد ظهور »تامر حسني« اختفي.. »حمادة هلال« بين الحين والاخر يقدم أفلاما ولكن بلا تأثير.. »حكيم« فعلها مرة واحدة ولم يكررها حيث مني بهزيمة ثقيلة.. يظل »تامر حسني« بالأرقام هو النجم الوحيد الذي نجح في تحقيق ايرادات داخل دور العرض.. جمهور السينما ليس هو جمهور الحفلة للسينما شفرتها الخاصة والدليل مثلا أن »هيفاء وهبي« في فيلم »دكان شحاتة« لم تستطع أن تحقق جذبا للجمهور.. بينما »تامر« تتأكد أرقامه من فيلم إلي آخر.. صار اسما داخل دائرة نجوم الأرقام الكبار في السينما المصرية ولهذا يراهنون عليه كل موسم صيفي.. هذه المعادلة التي تطرح اسم »تامر« منحته سطوة علي كل مفردات الفيلم السينمائي وبعد أن صار هو أيضا يكتب أفلامه ويختار من يشاركوه التمثيل وهكذا في كل عام من الممكن أن نتابع تلك المعارك الحريمي بين »مي عزالدين« و»زينة«.. ربما لهذا السبب وحسما للصراع جاء الفيلم إلي »منة شلبي« لتشاركه لأول مرة »نور عيني«.. اسم »تامر« يتصدر الأفيشات باعتباره أيضا كاتب قصة الفيلم.. العلاقة بين فتاة ضريرة ومطرب ناشيء يحاول أن يبحث عن نفسه.. وتدخل القصة داخل إطار العديد من الحكايات الثانوية لاستكمال الحالة وهي خلق تعاطف مع »تامر« وفي نفس الوقت التأكيد علي أنه دائما مضحي ومعطاء.. في بداية أحداث الفيلم يمنحنا بعض الأمل بأنه سوف يقدم لجمهوره قصة ساخنة وهي الواسطة والمحسوبية من خلال صديق »تامر« الذي أدي دوره »عمرو يوسف« عندما ترفض الكلية تعيينه معيدا لأن الواسطة انحازت إلي ابن العميد وسافر »عمرو« إلي الخارج.. لتبدأ حكاية »تامر« مع »منة« وتنتقل الأحداث إلي لبنان من خلال الفرقة الموسيقية التي تقدم احدي حفلاتها هناك وبسبب سوء الفهم تعتقد »منة« أن »تامر« يخدعها وهو في نفس الوقت يجد نفسه مسئول عن شقيقه الذي أدي دوره الوجه الجديد »إسلام جمال« الذي يتعاطي جرعة زائدة من المخدرات تودي بحياته.. وتشعر بأن الكاتب »أحمد عبدالفتاح« لايجد ما يقدمه ويبدأ في البحث عن مشاهد يملأ بها زمن الفيلم ولهذا يبدو وكأنه يبحث في دفاتره القديمة يتذكر فجأة حكاية الدكتور الهارب من الواسطة ليجعله هو الذي يتولي علاجها وبالطبع يعود لها الابصار ويحبها وتحبه وهو لايزال صديق خطيبها ويختلط الأمر علي السيناريست بين الضرير وتضاؤل معدلات الذكاء فالمعروف أن الضرير تقوي لديه كل الحواس الأخري التي يستبدل بها حاسة الرؤية مثل حواس السمع واللمس والشم ولايخطيء الضرير في التعرف علي الأشخاص من خلال هذه الحواس ولكن فجأة نجد ان »منة شلبي« بعد أن عاد إليها الابصار تلتقي مع »تامر حسني« باعتباره صديق »عمرو يوسف« ولاتستطيع أن تكتشف بأي حاسة من الثلاث إنها التقت به من قبل.. وكأن عودة الابصار موت يعني موت الحواس الأخري ولاينسي الفيلم أن يقدم في نهايته مشهد ثلاثي يرقص فيه الأبطال سعداء.. الحبيب المجروح »عمرو يوسف« كان هو أكثر الراقصين سعادة!!
بالفيلم أكثر من أغنية بأصوات مطربين آخرين وهي من المرات القليلة التي يقدم بها مطرب أصوات لمطربين أخرين.. عمرو دياب »تملي معاك« وحسين الجسمي »سنة الصبح« واحمد عدوية ورامي عياش »الناس الرايقة«.. كما أن »تامر« يقدم عدد من الأغنيات لتواكب أحداث الفيلم والحقيقة أن أغنيات »تامر« امتلأت بالضعف الشعري والموسيقي.. الفيلم أراد من خلاله أن يقدم حالة كوميدية اجتماعية غنائية في قالب ميلودرامي ولم يستطع أن يحقق شيء من كل ذلك.. في نهاية الأمر نحن نتعامل مع مطرب حقق نجومية وله شباك تذاكر ولكن ليس لديه قدرة لاعلي الابتكار كمؤلف ولا علي الانتقاء أيضا كنجم تعرض عليه عشرات من الأفكار والسيناريوهات.. لايزال »تامر« هو الأول في السينما بالأرقام بين كل أقرانه من المطربين ولكن الألفة علي مجموعة من الخائبين!!هجووووووووووووووووووووووووووووم
بقلم : طارق الشناوي
تضاءل عدد الأفلام التي يلعب بطولتها نجوم الغناء.. بعد »عبدالحليم حافظ« لم تستطع السينما الغنائية أن تدفع بمطرب تحقق أفلامه الايرادات.. حتي معاصري »عبدالحليم« مثل »محرم فؤاد«، »محمد رشدي«، »ماهر العطار«، »عبداللطيف التلباني«، »كمال حسني« أغلب افلامهم لم تسفر عن نجاح جماهيري.. بعد ذلك دفعوا بهاني شاكر منذ مطلع السبعينيات إلي دائرة السينما ولكن باءت تجاربه السينمائية بالفشل ومع بداية صعود جيل جديد من المطربين لعبت السينما مجددا بعدد من الأصوات مثل الراحل »عمر فتحي« ثم كل من »إيمان البحر درويش«، »عمرو دياب«، »محمد فؤاد«، »مدحت صالح«، »علي الحجار«، »محمد منير« وصولا إلي »مصطفي قمر«.. »عمر« رحل مبكرا وكان من الممكن أن يترك بصمة.. »إيمان« لم يكمل المسيرة رغم أن لديه معلومات وكيميائية مع الكاميرا و»عمرو« لم تحدث بينه وبين الكاميرا تلك المعادلة السحرية حفلاته تحقق أعلي الايرادات وأفلامه تعاني من شحوب في الايرادات.. »محمد فؤاد« كان بدايته مبشرة لكنه أصيب بعقدة اسمها »إسماعيلية رايح جاي« حقق الفيلم قفزة في الايرادات عند عرضه عام ٧٩ واعتقد وقتها »فؤاد« أن العروض السينمائية سوف تنهال عليه ثم اكتشف أنها أخطائه وانهالت علي من شاركه البطولة »محمد هنيدي«.. قدم بعدها »فؤاد« فيلمين لم تتحقق الايرادات المرتقبة.. »مصطفي قمر« كان رقما في السينما ثم بعد ظهور »تامر حسني« اختفي.. »حمادة هلال« بين الحين والاخر يقدم أفلاما ولكن بلا تأثير.. »حكيم« فعلها مرة واحدة ولم يكررها حيث مني بهزيمة ثقيلة.. يظل »تامر حسني« بالأرقام هو النجم الوحيد الذي نجح في تحقيق ايرادات داخل دور العرض.. جمهور السينما ليس هو جمهور الحفلة للسينما شفرتها الخاصة والدليل مثلا أن »هيفاء وهبي« في فيلم »دكان شحاتة« لم تستطع أن تحقق جذبا للجمهور.. بينما »تامر« تتأكد أرقامه من فيلم إلي آخر.. صار اسما داخل دائرة نجوم الأرقام الكبار في السينما المصرية ولهذا يراهنون عليه كل موسم صيفي.. هذه المعادلة التي تطرح اسم »تامر« منحته سطوة علي كل مفردات الفيلم السينمائي وبعد أن صار هو أيضا يكتب أفلامه ويختار من يشاركوه التمثيل وهكذا في كل عام من الممكن أن نتابع تلك المعارك الحريمي بين »مي عزالدين« و»زينة«.. ربما لهذا السبب وحسما للصراع جاء الفيلم إلي »منة شلبي« لتشاركه لأول مرة »نور عيني«.. اسم »تامر« يتصدر الأفيشات باعتباره أيضا كاتب قصة الفيلم.. العلاقة بين فتاة ضريرة ومطرب ناشيء يحاول أن يبحث عن نفسه.. وتدخل القصة داخل إطار العديد من الحكايات الثانوية لاستكمال الحالة وهي خلق تعاطف مع »تامر« وفي نفس الوقت التأكيد علي أنه دائما مضحي ومعطاء.. في بداية أحداث الفيلم يمنحنا بعض الأمل بأنه سوف يقدم لجمهوره قصة ساخنة وهي الواسطة والمحسوبية من خلال صديق »تامر« الذي أدي دوره »عمرو يوسف« عندما ترفض الكلية تعيينه معيدا لأن الواسطة انحازت إلي ابن العميد وسافر »عمرو« إلي الخارج.. لتبدأ حكاية »تامر« مع »منة« وتنتقل الأحداث إلي لبنان من خلال الفرقة الموسيقية التي تقدم احدي حفلاتها هناك وبسبب سوء الفهم تعتقد »منة« أن »تامر« يخدعها وهو في نفس الوقت يجد نفسه مسئول عن شقيقه الذي أدي دوره الوجه الجديد »إسلام جمال« الذي يتعاطي جرعة زائدة من المخدرات تودي بحياته.. وتشعر بأن الكاتب »أحمد عبدالفتاح« لايجد ما يقدمه ويبدأ في البحث عن مشاهد يملأ بها زمن الفيلم ولهذا يبدو وكأنه يبحث في دفاتره القديمة يتذكر فجأة حكاية الدكتور الهارب من الواسطة ليجعله هو الذي يتولي علاجها وبالطبع يعود لها الابصار ويحبها وتحبه وهو لايزال صديق خطيبها ويختلط الأمر علي السيناريست بين الضرير وتضاؤل معدلات الذكاء فالمعروف أن الضرير تقوي لديه كل الحواس الأخري التي يستبدل بها حاسة الرؤية مثل حواس السمع واللمس والشم ولايخطيء الضرير في التعرف علي الأشخاص من خلال هذه الحواس ولكن فجأة نجد ان »منة شلبي« بعد أن عاد إليها الابصار تلتقي مع »تامر حسني« باعتباره صديق »عمرو يوسف« ولاتستطيع أن تكتشف بأي حاسة من الثلاث إنها التقت به من قبل.. وكأن عودة الابصار موت يعني موت الحواس الأخري ولاينسي الفيلم أن يقدم في نهايته مشهد ثلاثي يرقص فيه الأبطال سعداء.. الحبيب المجروح »عمرو يوسف« كان هو أكثر الراقصين سعادة!!
بالفيلم أكثر من أغنية بأصوات مطربين آخرين وهي من المرات القليلة التي يقدم بها مطرب أصوات لمطربين أخرين.. عمرو دياب »تملي معاك« وحسين الجسمي »سنة الصبح« واحمد عدوية ورامي عياش »الناس الرايقة«.. كما أن »تامر« يقدم عدد من الأغنيات لتواكب أحداث الفيلم والحقيقة أن أغنيات »تامر« امتلأت بالضعف الشعري والموسيقي.. الفيلم أراد من خلاله أن يقدم حالة كوميدية اجتماعية غنائية في قالب ميلودرامي ولم يستطع أن يحقق شيء من كل ذلك.. في نهاية الأمر نحن نتعامل مع مطرب حقق نجومية وله شباك تذاكر ولكن ليس لديه قدرة لاعلي الابتكار كمؤلف ولا علي الانتقاء أيضا كنجم تعرض عليه عشرات من الأفكار والسيناريوهات.. لايزال »تامر« هو الأول في السينما بالأرقام بين كل أقرانه من المطربين ولكن الألفة علي مجموعة من الخائبين!!هجووووووووووووووووووووووووووووم